IDSC logo
مجلس الوزراء
مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار

ورشة عمل

ورشة عمل عن "إجراءات تأمين استمرارية العمل في مؤسسات الأعمال أثناء وباء الأنفلونزا"

الجمعة. 01 يناير., 2010 : الإثنين. 31 أكتوبر., 2011

ورشة عمل عن "إجراءات تأمين استمرارية العمل في مؤسسات الأعمال أثناء وباء الأنفلونزا"

مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء - بالتعاون مع غرفة الصناعات الغذائية

تتعرَّض مصر لأنواع مختلفة من الأزمات والكوارث، ونظرا لما يمكن أن تُسبِّبه هذه الكوارث من خسائر بشرية ومادية فادحة، تعيق مسيرة التنمية المستدامة - وتتسبب في إهدار الثروات والموارد القومية- فإن التعامل مع هذه المخاطر والكوارث يستلزم اتباع الأسلوب العلمي الصحيح فى إدارتها للحد من آثارها السلبية.
وتُعدُّ أوبئة الأنفلونزا العالمية من الأوبئة المتكررة، فقد شهد العالم ـ خلال القرن الماضي ـ حدوث ثلاثة أوبئة للأنفلونزا العالمية وهي: الأنفلونزا الأسبانية عام 1918 والتي تُعدُّ أشد أوبئة القرن فتكا، حيث تسبَّبت في مقتل حوالي 40 مليون نسمة، والأنفلونزا الآسيوية عام 1957، وأنفلونزا هونج كونج عام 1968، وتسببت كل منهما في مقتل أكثر من مليون نسمة.
ويُعدُّ مرض أنفلونزا الطيور الذي يُسببه فيروس (H5N1) من الأمراض الخطيرة التي يصاحبها احتمالات قوية لحدوث تحوُّر للفيروس المُسبِّب له، ليصبح قادرا على الانتقال بين البشر، حيث تشير أنفلونزا الطيور إلى مجموعة كبيرة من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب أساسا الطيور، وفي حالات نادرة تستطيع هذه الفيروسات نقل العدوى إلى كائنات حية أخرى من ضمنها الخنازير والبشر، ولا تؤثر الغالبية العظمى من فيروسات أنفلونزا الطيور على البشر، إلا أنها قد تتسبب في حدوث وباء عالمي، وذلك عندما يبرز نوع فرعي جديد من الفيروس يتسَّبب في نقل العدوى بين البشر.
وهذه الاحتمالات قوية بشكل كبير، إلا أن التوقيت والمكان غير معلومين، فمن المتوقَّع أن يحدث هذا الوباء في أي وقت وفي أي مكان في العالم، حيث تؤكد منظمة الصحة العالمية (World Health Organization – WHO) أن انتشار الوباء بين كثير من دول العالم سوف يكون حتميا، وقد تستطيع الدول ـ من خلال اتخاذ إجراءات مثل إغلاق حدودها، وفرض قيود على السفر ـ تأخير وصول الفيروس، لكنها لن تستطيع منع وصوله إليها، ويُستُّدل على ذلك من خلال دراسة أوبئة الأنفلونزا السابقة التي انتشرت خلال القرن الماضي، حيث استغرقت هذا الأوبئة فترة تترواح بين ستة أشهر وتسعة أشهر لتنتقل بين دول العالم، حيث كانت معظم حركة السفر الدولي تعتمد ـ خلال تلك الفترات ـ على السفن، وبناء على ذلك فإن حركة السفر الدولية ـ حاليا ـ سوف تكون عاملا مساعدا ـ وبشدة ـ في سرعة انتقال الوباء بين مختلف دول العالم، وفي فترة زمنية قد لا تتجاوز ثلاثة أشهر.    
ولما كان الاستعداد المُسبق والتخطيط الجيد هما أساس التعامل الناجح مع الأزمات والكوارث والحد من مخاطرها، فقد عملت الحكومة المصرية على وضع خطة متكاملة للاستعداد لمواجهة وباء الأنفلونزا العالمي المُحتمل، لا سيما أن مصر من بين الدول المُرشَّحة أن يحدث بها تحوُّر لفيروس أنفلونزا الطيور، بحيث يصبح قادرا على الانتقال بين البشر.  
قام قطاع إدارة الزمات والكوارث والحد من أخطارها بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء بعقد ورشة عمل في مجال الاستعداد لمواجهة وباء الأنفلونزا العالمي، بالتعاون مع غرفة الصناعات الغذائية حيث عُقدت الورشة  تحت عنوان "التدابير التي يجب أن تتخذها مؤسسات الأعمال في حالة حدوث وباء الأنفلونزا" يوم 21 ديسمبر 2009 بنادى رجال الأعمال بمركز التجارة العالمي بمحافظة القاهرة، بحضور عدد 60 شخص من ممثلي القطاع الخاص وأصحاب الشركات والمحال الغذائية وأعضاء غرفة الصناعات الغذائية.
وقد استهدقت ورشة العمل إلى التنبيه بالمخاطر المحتملة الناجمة عن احتمالات انتشار وباء الأنفلونزا العالمي بين البشر، والعمل على إعداد مختلف المؤسسات في مصر لمواجهة هذا الوباء، وإعدادها لخطط تسيير العمل بها أثناء حدوث الوباء، ولذا فقد تمَّ ـ خلال فعاليات ورشة العمل ـ التعريف بوباء الأنفلونزا العالمي، وتأثيراته السلبية المحتملة على كافة دول العالم، وعلى كافة القطاعات والمستويات، كما تناولت الاستعدادات المصرية لمواجهة وباء الأنفلونزا العالمي، والتي تأتي ضمن جهود الارتقاء بالمنظومة القومية لإدارة الأزمات والكوارث والحد من مخاطرها، كما تضمَّنت الورشة عرض مجموعة من القواعد الإرشادية لمـختلف مؤسسات الأعمال بالتدابير التي يجب أن تتخذها هذه المؤســسات في حالة حدوث الـــوباء، وقد تمَّ استضــــافة خبــيرين من مكتب الأمـــم المتحدة لتنســيق الشـؤون الإنـســانية   (United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs – OCHA)ومنظمة الصحة العالمية (World Health Organization – WHO) للمشاركة في فعاليات هذه الورشة.
هذا وقد خلصت ورشة العمل إلى أهمية توعية العاملين بمختلف المؤسسات بأهمية الإجراءات الوقائية للحد من مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة، وكذلك توعيتهم بالإجراءات التي يتم اتخاذها في حالة انتشار وباء الأنفلونزا العالمي،وكذلك الاهتمام بتدريب العناصر البشرية القائمة على تنفيذ خطط وسيناريوهات مواجهة الأزمات والكوارث، وتنفيذ التدريبات الوهمية على هذه الخطط، من أجل التحقُّق من وضوح الإجراءات والأدوار المختلفة لكافة المشاركين في الخطة من العاملين بالشركات المختلفة.

تقييم الموقع