لما كان الانسان هو هدف "التنمية" وغايتها، فإن الارتقاء بجودة حياته يُعد مقومًا رئيسًا لها؛ مما يتطلب الاهتمام بمجالات متعددة، من بينها" المسكن المُناسب، والبيئة الصحية، وتوفر الخدمات الصحية والتعليمية، وفرص العمل، والأمان الاجتماعي.
ومن ثم، تأتي أهمية التنمية العمرانية، والتي يُقصد بها الارتقاء بالبيئة، وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكن، والعمل، والخدمات المجتمعية، وعناصر الاتصال، وشبكات البنية الأساسية، وذلك في إطار مُحددات المكان، وضوابط القيم الاجتماعية والثقافية، والموارد المحدودة، دون تصادم مع البيئة الطبيعية أو إهدار مواردها.
وتعزو أهمية التنمية العمرانية في كونها الأعلى من حيث حجم الاستثمارات، والأكثر أهمية مُجتمعيًّا، فضلًا عن كونها محركًا رئيسًا لكثير من الأنشطة الاقتصادية، والصناعات المرتبطة بالبناء والتشييد والعمران.
الأكثر من ذلك، تشير الدراسات والتقارير إلى الدور الرئيس للتنمية العمرانية – بمختلف أنشطتها – في إنجاز أهداف التنمية المستدامة الدولية؛ مما جعل بلدان العالم تتسارع في تبني ابتكارات ومبادرات حثيثة لتعزيز آفاق العمران بها.
وفي مصر، وضعت الهيئة العامة للتخطيط العمراني عام 2009 المخطط الاستراتيجي القومي حتى عام 2052. كذلك، تم طرح الرؤية القومية المستقبلية للتنمية العمرانية الشاملة، وإعداد المخطط الاستراتيجي العمراني القومي المتفق معها.
وفي زخم الجهود التي تقوم بها الدولة المصرية، تأتي هذه المجلة ربع السنوية لتُلقي المزيد من الضوء على مستجدات التنمية العمرانية في ربوعها، وتطرح الرؤى والأفكار والخبرات والتجارب المستنيرة، تنتمي للسياق الوطني والدولي؛ الأمر الذي يُسهم في الارتقاء بنمط الحياة المُعاصر في مصر.
هذا ويُسعد فريق تحرير المجلة فتح المجال لتلقي الاسهامات البحثية الرصينة ذات الصلة، للنشر.
